إن أول آثار معروفة في فلسطين تعود لقوم يسمون بالكنعانيين وقوم آخرين يسمون بالأموريين وهذان الشعبان قبائل هاجرت من شبه الجزيرة العربية شمالا واستقرت في بلاد الشام وفلسطين تحديدا وهذا ثابت وواضح في تاريخ فلسطين واجمع عليه جميع المؤرخين الشرقببن منهم والغربيين ومن ثم سكنها شعوب أخرى تسمى بشعوب البحر (البحر المتوسط) يعتقد البعض أنها أتت من جزيرة كريت، ويبدو أن شعوب البحر أصابتهم مجاعه أو ظروف معينة ماجعلهم يهاجمون شواطئ الشام ومصر وصدهم أولا رمسيس الثالث في معركة لوزين المشهورة والتي حدثت في مصر وكان رمسيس لايريدهم أن يسكنوا مصر وبعد المفاوضات استقر الأمر على ان يرحلوا إلى فلسطين وأمرهم رمسيس أن يسكنوا فيها وهم الفلستيون ومن هنا جاء اسم فلسطين. هذه الشعوب تجاورت مع الكنعانيين (السكان الاصليين) ومع تقدم السنين ذاب الفلستيون مع الكنعانيين ولم يعد لهم أثر وغاب ذكرهم التاريخي.
وقبل أن تبدأ عمليات الهجرة المنظمة للأراضي الفلسطينية في بداية القرن العشرين وحتى وقوع النكبة وتأسيس إسرائيل، ظل الفلسطينيون يشكلون الأغلبية الساحقة لسكان فلسطين. وانقسم المجتمع الفلسطيني لثلاث فئات هم المدن والفلاحون والبدو، حيث أسهم كل في موقعه بخلق ثقافة فلسطينية خاصة ميزت الدولة الفلسطينية عن بقية الدول المجاورة لها التي ارتبطت شعوبها مع الشعب الفلسطيني بعلاقات ثقافية وتجارية وفنية شأنها في ذلك شأن كل دول المنطقة. [8]
وفي الوقت الحالي، يسكن في مناطق فلسطين التاريخية التي شكلت دولة إسرائيل في حدود عام 1948 أقلية تتحدث العربية من السكان الموجودين قبل قيام دولة إسرائيل والهجرة اليهودية، وأغلبية يهودية هاجرت من مختلف بقاع العالم، وبالأساس من ألمانيا وأوروبا الشرقية وروسيا ومن بلدان عربية كاليمن والعراق والمغرب، ويقطن في المنطقة المسماة بالضفة الغربية وقطاع غزة أغلبية من السكان الأصليين واللاجئين والنازحين من المناطق التي تأسست عليها دولة إسرائيل المتحدثين بالعربية، كما أن هناك أقلية من المستوطنين الإسرائيليين في تجمعات سكانية متفرقة في الضفة الغربية، وقطاع غزة سابقا.
ومن الجدير بالذكر أن هناك اليوم ما يزيد على خمسة ملايين لاجئ فلسطيني يعيشون خارج حدود الأراضي الفلسطينية ويتمركز أغلبيتهم في الأردن وسوريا ولبنان. بالإضافة إلى مئات الآلاف من ذوي الأصول الفلسطينية الموزعين في الشتات حول العالم وبالأخص دول الخليج والأمريكيتين.
الهجرة
حسب الإحصائيات الرسمية، هاجر 3,374,275 يهودياً إلى فلسطين منذ نهاية القرن التاسع عشر إلى سنة 2006، منهم 33304 هاجروا من الناحية القانونية، بين 1920 و1945 هاجر حوالي 50000-60000 من اليهود، [12] وعدد قليل من غير اليهود، بطريقة غير قانونية خلال هذه الفترة. أدت الهجرة لمعظم الزيادة في عدد السكان اليهود، في حين أن غير اليهود أتت الزيادة إلى حد كبير الزيادة السكانية الطبيعية. لا توجد معطيات وثيقة بشأن الهجرة إلى فلسطين من البلدان العربية. بما أن تعداد سكان فلسطين في عهد الدولة العثمانية لم يكن شاملاً ولم يتم بطرق عصرية، لا يعده الباحثون مصداقيا. وبينما يُعتبر التعداد السكاني البريطاني أكثر مصداقيةً، واجهت السلطات البريطانية مشاكل في عد السكان البدو في المناطق الصحراوية. كذلك كانت مراقبة الحدود البرية في ذلك الحين ضعيفة، ولم يتم تسجيل المهاجرين عن طريق البر بدقة. هناك محاولات غير ناجحة بشكل تام لتقدير عدد المهاجرين العرب إلى فلسطين بطريقة غير مباشرة، عن طريق مقارنة المعطيات بشأن عدد السكان العرب عبر السنوات، إذا كانت الزيادة في عدد السكان العرب حسب المتوقع من التكاثر الطبيعي أو أكثر منه [13]
وقد تنامى الشعور في العديد من الدول العربية لمقاتلة البريطانيين وبعض المنظمات اليهودية التي هاجمت السكان العرب ردا على الهجمات على الجماعات اليهودية. اعتمد اليهود من ناحية عسكرية على منظمة "الهجاناه" التي كانت ميليشيا شبه سرية تعاونت مع السلطات البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية، ثم قاتلت البريطانيين والعرب عشية إلغاء الانتداب. في تلك الفترة نشطت أيضا منظمات يهودية أكثر تطرفا مثل "إرجون" و"مجموعة شتيرن" (ليحي) التي قامت بعمليات إرهابية وشنت حملة عنيفة ضد الأهداف العربية والبريطانية.
بين عام 1947 مرورًا بحرب 1948 نزح حوالي 750000 عربي فلسطيني عن بلداتهم[14]. بعد نهاية الحرب تقسمت فلسطين بين إسرائيل والأردن ومصر حيث منحت إسرائيل الجنسية الإسرائيلية لمن بقي داخل حدودها فقط ورفضت عودة النازحين العرب من خارج هذه الحدود. أما الأردن فمنحت جنسيتها لسكان الضفة الغربية بما في ذلك اللاجئين إليها. أما سكان قطاع غزة واللاجئين إليها فبقوا دون مواطنة إذ رفضت مصر منحهم الجنسية المصرية. يشكل اللاجئون اليوم قرابة نصف الشعب الفلسطيني أي حوالي 4,6 مليون نسمة (1995).[15]